يونيو 2025 – وحدة الطاقة العالمية
تتحول المملكة العربية السعودية، المعروفة تاريخيًا بريادتها في مجال النفط، بسرعة إلى قوة عالمية في إنتاج الهيدروجين الأخضر، كجزء محوري من رؤية 2030. ومع تزايد الطلب العالمي على الطاقة النظيفة والضغوط المتزايدة للحد من انبعاثات الكربون، تستغل المملكة مواردها الطبيعية الهائلة من الطاقة الشمسية والرياح لتصبح مصدرًا رئيسيًا للوقود الخالي من الكربون.
استثمارات ضخمة في مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر
في صميم هذا التحول يوجد مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، بقيادة شركات Air Products، أكوا باور، وشركة نيوم. تبلغ تكلفة المشروع 8.4 مليار دولار ويهدف إلى إنتاج ما يصل إلى 650 طنًا من الهيدروجين الأخضر يوميًا بحلول عام 2026، مما يجعله أكبر منشأة للهيدروجين الأخضر قيد الإنشاء في العالم.
أبرز النقاط:
- يعتمد بالكامل على مزارع شمسية ورياح مدمجة في منطقة نيوم
- سيتم تحويل الهيدروجين إلى أمونيا لتسهيل عملية التصدير
- من المتوقع أن يسهم في تقليل أكثر من 3 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا
- الأسواق المستهدفة للتصدير تشمل أوروبا، اليابان، وكوريا الجنوبية
الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين والشراكات الدولية
كشفت المملكة أيضًا عن الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، التي تهدف إلى إنتاج 4 ملايين طن من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2030، على أن يكون نصف هذا الإنتاج على الأقل من مصادر خضراء.
أهم المبادرات:
- إنشاء مراكز أبحاث وتطوير للهيدروجين بالتعاون مع أرامكو، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، و”سابك”
- بناء شراكات استراتيجية مع ألمانيا، الصين، وهولندا لنقل التكنولوجيا والبنية التحتية
- تقديم حوافز كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية في مشاريع الهيدروجين والأمونيا
التحول إلى ما بعد النفط
مع أن المملكة ما تزال من كبار منتجي النفط عالميًا، إلا أن المسؤولين يؤكدون أن الهيدروجين سيكون أحد أعمدة الاقتصاد السعودي في مرحلة ما بعد النفط. وصرّح وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان مؤخرًا:
“الهيدروجين لم يعد مجرد فكرة، بل أصبح سلعة عالمية قادمة، ونحن نعتزم أن نكون في طليعة هذا التحول.”
التأثير على أسواق الطاقة العالمية
- من المتوقع أن تعيد هذه الخطوة رسم الجغرافيا السياسية للطاقة، وتقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري
- ستُرسخ مكانة السعودية كمورد مستقبلي للوقود الأخضر إلى الاقتصادات التي تسعى لتحقيق الحياد الكربوني
- يرى المحللون أن هذه المشاريع ضرورية لقيادة الشرق الأوسط لمسار الطاقة النظيفة