يونيو 2025 – قسم الطاقة العالمي
تواصل الصين، أكبر مستهلك للطاقة ومصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، تحقيق خطوات سريعة في تطوير مصادر الطاقة المتجددة، لا سيما في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. في عام 2025، لم تكتفِ البلاد بتحقيق أهدافها السابقة للطاقة النظيفة، بل أصبحت الآن تقود التحول العالمي نحو إزالة الكربون.
نمو قياسي في الطاقة الشمسية
وفقًا لأحدث تقارير الهيئة الوطنية للطاقة في الصين (NEA):
- وصلت القدرة الإجمالية للطاقة الشمسية المركبة إلى أكثر من 600 غيغاواط، بزيادة قدرها 23٪ مقارنة بعام 2024.
- تمثل الصين أكثر من 40٪ من إجمالي التركيبات الشمسية العالمية.
- يتم توسيع المزارع الشمسية الضخمة مثل مجمع صحراء تنغجر ومشاريع تشينغهاي لتغطي مساحات أوسع وبكفاءة أعلى.
- شهدت الطاقة الشمسية على الأسطح في المناطق الحضرية والريفية اعتمادًا واسعًا بفضل الدعم الحكومي وتنظيمات التركيب السهلة.
توسّع ملحوظ في طاقة الرياح
يشهد قطاع طاقة الرياح في الصين نموًا سريعًا، خصوصًا في المشاريع البحرية:
- تجاوزت القدرة المركبة لطاقة الرياح البحرية 70 غيغاواط، مما يجعل الصين الرائدة عالميًا في هذا المجال.
- تخطّت تركيبات الرياح البرية الآن 420 غيغاواط، مع تركّزها في مناطق منغوليا الداخلية، شينجيانغ وقانسو.
- تخطّط الحكومة للوصول إلى 1,200 غيغاواط من الطاقة الشمسية والرياح مجتمعة بحلول عام 2030، وهو هدف أصبح من الممكن تحقيقه قبل الموعد المحدد.
التكنولوجيا والتكامل مع الشبكة
من أبرز إنجازات عام 2025، إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالإنتاج وتطوير الشبكات الذكية، ما ساعد على استقرار تدفق الطاقة من المصادر المتجددة المتغيرة. كما تتيح مشاريع خطوط النقل فائقة الجهد (UHV) نقل الطاقة النظيفة من المناطق الغربية النائية إلى المناطق الساحلية ذات الطلب العالي بكفاءة عالية.
التأثير على الانبعاثات وأمن الطاقة
- من المتوقع أن يؤدي التحول للطاقة الشمسية والرياح إلى تقليل 1.5 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول 2030.
- انخفض اعتماد الصين على الفحم من أكثر من 65٪ في عام 2015 إلى أقل من 50٪ في عام 2025.
- يُعتبر هذا التحول أيضًا خطوة استراتيجية نحو تعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد.
الأبعاد الجيوسياسية
لا تقتصر طفرة الطاقة المتجددة في الصين على السياسة الداخلية فحسب، بل تعكس رسالة جيوسياسية واضحة مفادها أن الصين تسعى لقيادة الاقتصاد الأخضر العالمي. من خلال تصدير الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، وتقنيات الشبكات، تضع الصين نفسها في موقع القوة العظمى في مجال الطاقة النظيفة.