في عام 2025، شهد العالم نقطة تحول تاريخية في مسار انتقال الطاقة؛ إذ بلغ الاستثمار العالمي في قطاع الطاقة لأول مرة رقماً غير مسبوق قدره 3.3 تريليون دولار. وما يلفت الانتباه هو أن أكثر من 2.2 تريليون دولار من هذه الاستثمارات تم تخصيصها لقطاع الطاقة النظيفة؛ وهو رقم يعادل ضعف الاستثمار في الطاقة الأحفورية. هذا التحطيم للرقم القياسي يدل على أن صناع السياسات والشركات والمستثمرين على مستوى العالم يتحركون بجدية نحو مستقبل أكثر استدامة، منخفض الكربون، ومحور رقمي.
النمو غير المسبوق في استثمارات الطاقة النظيفة
وفقاً لتقرير وكالة الطاقة الدولية (IEA)، كان توزيع الاستثمارات في مجال الطاقة لعام 2025 كالتالي:
- 2.2 تريليون دولار للطاقة المتجددة، شبكات الكهرباء، الهيدروجين الأخضر، تخزين الطاقة، الطاقة النووية، وتقنيات التقاط وتخزين الكربون (CCUS)
- 1.1 تريليون دولار للنفط، الغاز، الفحم، والبنية التحتية الأحفورية التقليدية
بعبارة أخرى، أكثر من 66% من إجمالي الاستثمارات كانت موجهة مباشرة نحو تطوير البنى التحتية منخفضة الكربون والمستدامة. هذه الفجوة بين الطاقة النظيفة والأحفورية غير مسبوقة في التاريخ.
أهم مجالات الاستثمار في الطاقة النظيفة لعام 2025
- الطاقة الشمسية
- أكبر حصة استثمارية: أكثر من 450 مليار دولار
- وفرت الطاقة الشمسية 75% من الطاقة المتجددة الجديدة
- نمو ملحوظ في التقنيات عالية الكفاءة مثل خلايا البيروسكاييت والتانديم
- طاقة الرياح (البرية والبحرية)
- أكثر من 230 مليار دولار استثمار عالمي
- مشاريع كبيرة في الصين، أوروبا، الشرق الأوسط، وأمريكا الشمالية
- بلغت قدرة الرياح البحرية 19 جيجاوات في عام 2025
- الشبكات الذكية والرقمنة
- استثمارات في الشبكات الذكية، إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي لتقليل فقدان الطاقة وتحسين إدارة الأحمال
- تم إنفاق أكثر من 400 مليار دولار على تطوير وتحديث شبكات الكهرباء
- تخزين الطاقة (البطاريات)
- رقم قياسي بقيمة 65 مليار دولار لأنظمة التخزين على مستوى الشبكة
- تقدم في تكنولوجيا البطاريات الحالة الصلبة وبطاريات الصوديوم أيون
- الهيدروجين الأخضر
- بدء تشغيل مشاريع ضخمة مثل نيوم في السعودية
- استثمار شركات الطاقة الكبرى لإنتاج الهيدروجين عبر التحليل الكهربائي
- تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS)
- تطوير مشاريع صناعية في الولايات المتحدة، النرويج، والإمارات
- الهدف: احتجاز أكثر من 150 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030
العوامل المؤثرة في هذا الارتفاع الاستثماري
- أهداف إزالة الكربون الحكومية (صفر صافي 2050)
- زيادة التنافسية الاقتصادية للطاقة المتجددة مقارنة بالوقود الأحفوري
- الأزمات الجيوسياسية (مثل حرب أوكرانيا) ومخاوف أمن الطاقة
- التقدم التكنولوجي في إنتاج، تخزين، ونقل الطاقة النظيفة
- تزايد ضغوط السوق والمساهمين للتحول نحو معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG)
الفرص الرئيسية لدول الشرق الأوسط والشركات النشطة في دبي
شركات مثل Aras Energy في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في الإمارات والسعودية وقطر، في موقع فريد للاستفادة من هذا الاتجاه العالمي:
- بنية تحتية شمسية وريحية عالية الإنتاجية في المناطق الصحراوية
- استثمارات دولية وتمويل من صناديق ESG
- موقع جيوسياسي يؤهلها لتصبح مراكز للهيدروجين الأخضر ومصدرة للطاقة النظيفة
- الوصول إلى أحدث التقنيات من خلال التعاون مع الشركات الآسيوية والأوروبية
النمو العالمي غير المسبوق في الاستثمار بالطاقة النظيفة عام 2025 لا يعكس فقط الالتزام العالمي بمكافحة تغير المناخ، بل يرسم أيضاً رؤية واضحة لمستقبل قائم على التكنولوجيا، الاستدامة، والابتكار. بالنسبة لشركات مثل Aras Energy، هذه التطورات ليست تحدياً بل فرصة استراتيجية للنمو المستدام، دخول الأسواق الدولية، وأن تصبح رائدة إقليمية في اقتصاد الطاقة الجديد.