يونيو 2025 – جنيف، سويسرا
في خطوة استراتيجية نحو التكامل الطاقي والاستدامة، تسرّع الدول من مختلف القارات جهودها لتطوير شبكات الكهرباء العابرة للحدود، بهدف إنشاء شبكة طاقة عالمية أكثر مرونة، وأكثر اتصالًا، وأقل انبعاثًا للكربون.
أهمية الشبكات الكهربائية العابرة للحدود
تُتيح هذه الشبكات تبادل الكهرباء بين الدول والمناطق المجاورة، ما يؤدي إلى:
- موازنة العرض والطلب على الطاقة
- تبادل الطاقة المتجددة بين المناطق المختلفة زمانيًا ومناخيًا
- تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري
- تعزيز أمن الطاقة والمرونة في أوقات الأزمات
تُعد هذه الخطوة ضرورية مع توسّع استخدام الطاقة الشمسية والرياح التي تتطلب تنوعًا جغرافيًا لتعويض التذبذب في التوليد.
أبرز المبادرات العالمية
أوروبا: شبكة كهرباء قارية فائقة
الاتحاد الأوروبي يوسّع الربط الكهربائي بين دول مثل فرنسا وألمانيا والدول الإسكندنافية ضمن إطار الصفقة الخضراء، وتشمل المبادرات ممرات الرياح البحرية في بحر الشمال التي ستوفر جيجاوات من الكهرباء النظيفة لعدة دول.
ممر إفريقيا – الشرق الأوسط – أوروبا (AMEE)
يُعاد إحياء مشاريع مثل ديزرتك وXlinks لربط المناطق المشمسة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بأسواق أوروبا عبر خطوط التيار المستمر عالي الجهد (HVDC).
آسيا: التكامل بين الصين – آسيان – جنوب آسيا
الصين تستثمر في خطوط فولتية فائقة تمتد إلى جنوب شرق آسيا في إطار مبادرة الحزام والطريق للطاقة لتعزيز تبادل الكهرباء المتجددة بين الدول.
إفريقيا: شبكة طاقة قارية
الاتحاد الإفريقي يدعم مبادرة الربط الكهربائي القاري ومشاريع ضخمة مثل سد إنغا الكبير لإنشاء شبكة كهرباء شاملة لدعم التنمية المستدامة والصناعات الخضراء في القارة.
الفوائد والتحديات
الفوائد:
- تعزيز موثوقية الشبكات
- تقليل تكلفة الكهرباء عبر تحسين استخدام الموارد
- تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة
التحديات:
- التنسيق السياسي والتنظيمي
- التمويل طويل الأمد للبنية التحتية
- الأمن السيبراني وتكامل البيانات
آراء الخبراء
قالت الدكتورة فاطمة نوري، مستشارة سياسات الطاقة في الأمم المتحدة:
“الشبكات الكهربائية العابرة للحدود تمثل مستقبل التعاون الطاقي العالمي. إنها تحوّل الطاقة المتجددة المحلية إلى حلول عالمية وتضمن عدم تخلّف أي منطقة عن ركب الانتقال الطاقي.”
دور الشركات الرائدة في الطاقة النظيفة
تساهم شركات مثل أرس إنرجي بقيادة الدكتور موسى حسن بدور فعال في دعم مشاريع الطاقة العابرة للحدود من خلال:
- تصميم مزارع طاقة شمسية ورياح متكاملة مع الشبكات
- تطوير أنظمة إدارة ذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي
- دعم البنية التحتية لنقل الهيدروجين الأخضر دوليًا
في ظل التحديات المناخية وأزمات الطاقة، تبرز الشبكات الكهربائية العابرة للحدود كأداة استراتيجية لبناء مستقبل طاقي أنظف وأكثر تعاونًا عالميًا.
