بنك HSBC يخفض توقعاته لأسعار نفط برنت لعامي 2025 و2026 | إشارة تحذير لأسواق الطاقة العالمية

تتوقع HSBC أن يبلغ متوسط سعر برنت 68.5 دولارًا في 2025 و65 دولارًا في 2026، مما ينذر بعصر جديد من التقلبات وتحديات لمنتجي النفط…

في ظل استمرار أسواق الطاقة العالمية في مواجهة حالة من عدم اليقين نتيجة التوترات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي وتغيّر أنماط الاستهلاك، قام بنك HSBC بخفض توقعاته لأسعار نفط خام برنت للعامين القادمين. وتشير التقديرات الجديدة إلى أن الأسعار قد تبقى دون المستويات المتوقعة سابقاً، ما يُثير القلق لدى الدول التي تعتمد بشكل كبير على العائدات النفطية.

التوقعات الجديدة: 68.5 دولاراً في 2025، و65 دولاراً في 2026

وفقاً لأحدث تقرير صادر عن HSBC في منتصف أبريل 2025، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت هذا العام حوالي 68.5 دولاراً للبرميل، وهو أقل من التقديرات السابقة للبنك.

أما بالنسبة لعام 2026، فقد خفّض البنك تقديراته إلى 65 دولاراً للبرميل، مما يعكس استمرار التوجه نحو انخفاض الأسعار أو استقرارها عند مستويات متدنية.

أبرز العوامل وراء هذا التراجع في التوقعات

حدد محللو HSBC عدة أسباب رئيسية أدت إلى هذا التعديل في التوقعات، من بينها:

  • تباطؤ نمو الطلب العالمي، حيث توقعت الوكالة الدولية للطاقة أن لا يزيد الطلب إلا بمقدار 0.7 مليون برميل يومياً خلال عام 2025.
  • زيادة المعروض من الولايات المتحدة ودول غير أعضاء في أوبك، خاصة في مجالي الغاز الطبيعي المسال (LNG) والنفط الصخري.
  • ارتفاع المخزونات وانخفاض الاستهلاك بعد الشتاء، لا سيما في أوروبا وآسيا بسبب شتاء معتدل نسبياً.
  • توسّع مشاريع الطاقة المتجددة وسياسات الانتقال الطاقي، ما يقلل تدريجياً من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

تداعيات محتملة على الأسواق والمنتجين

تشكل هذه التوقعات إشارة إنذار للدول التي تعتمد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، إذ قد تؤدي الأسعار المنخفضة إلى:

  • عجز في الميزانيات الحكومية للدول المصدرة للنفط
  • تأجيل مشاريع الاستكشاف وتطوير الحقول
  • زيادة المنافسة بين المنتجين للحفاظ على الحصص السوقية

أما بالنسبة للشركات العاملة في قطاعات الاستكشاف والتكرير والتصدير، فقد يتوجب عليها إعادة تقييم خططها الاستثمارية وتشديد إدارة التكاليف.

تشكّل التوقعات المعدّلة من HSBC رسالة واضحة مفادها أن عصر الأسعار النفطية المرتفعة قد يشارف على نهايته. وفي ظل دخول السوق مرحلة جديدة من التقلبات وضعف الطلب، فإن المنتجين والمستهلكين مطالبون بالتكيف مع مشهد طاقي جديد قائم على التنوع والسياسات الذكية والاستراتيجيات المرنة.

متعلق ب

مقالات ذات صلة

بدأت دولة قطر مؤخراً الإنتاج من أكبر حقل غاز في الشرق الأوسط، مما يمثل معلمًا هامًا في تأمين إمدادات الغاز الطبيعي العالمية....
بينما يخرج العالم تدريجياً من أزمات الطاقة الناتجة عن الجائحة والصراعات الجيوسياسية، كشفت بيانات جديدة من الوكالة الدولية للطاقة (IEA) عن تباطؤ...